اعتاد رجال الثورات - في العالم الثالث على الاقل - على صبغ احلامهم بألوان وردية وبنفسجية وبرتقالية زاهية حتى تسحر المظلوم والضعيف والجائع و«ابن السبيل»، فيخرج كل منهم خلفهم هاتفاً وصائحاً ونائحاً وملوحاً معتقداً بأن السوء الذي يحيط به ويعايشه لن يأتي أسوأ منه عبر رجال الثورة الجدد حتى يتسلم هؤلاء مقاليد الأمور ليصابوا - جميعاً - بمرض سياسي جديد وقديم اسمه.. «عشق السلطة»! حدث ذلك في «هافانا - كوبا» حين انطلق «فيدل وجيفارا ورفاقهما» للاطاحة بالديكتاتور «باتيستا» عام 1959، طار ديكتاتور واحد وجاء.. الديكتاتوريون بالجملة! حدث ذلك في مصر عام 1952، عندما اطلق الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» شرارة «الضباط الاحرار» وزحفوا باتجاه قصر «عابدين» فغادرت «المحروسة» ميناء الاسكندرية وهي تحمل على متنها «الملك - الديكتاتور» فاروق الاول ليحل محله «أحد عشر فاروقا» هم اعضاء مجلس قيادة الثورة! حدث ذلك في ليبيا، عندما قاد العقيد «معمر القذافي» - مع رفاقه الضباط - انقلابا ضد الملك «ادريس السنوسي» وعائلته الحاكمة، فطردوهم من الحكم ليتناثر رفاق السلاح بين السلطة و.. المنافي والاغتيالات، وليتحول عقيد الأمس الى.. ملك ملوك افريقيا واولاده وذريته الى عائلة حاكمة.. جديدة!! حدث ذلك في اليمن والعراق وسورية والسودان وحتى فلسطين - حين يثور الثوار على الثوار - ليأتي الدور اليوم على الجمهورية الاسلامية في.. ايران! في خطابه الأخير قال مرشد الثورة الاعلى «علي خامنئي» جملته الشهيرة.. «لن نخضع لرأي الشارع» مع انه جاء الى السلطة لان «الديكتاتور السابق شاه إيران خضع لرأي الشارع» وترك «عرش الطاووس» ليعتليه طاووس اخر اشد.. غرورا!! فهل أصبح ملك الملوك السابق اكثر ديموقراطية وتسامحا من الولي الفقيه؟! الحكومة الايرانية «الاسلامية» قطعت خطوط الهواتف النقالة والثابتة لاسكات الشعب الذي خرج يبحث عن اصواته، فان كان الامام الراحل «آية الله الخميني» قد وصل الى السلطة بـ «أشرطة الكاسيت»، فان الايرانيين - اليوم - سيسقطون الملالي بواسطة «فأرة - الماوس» وشبكته العنكبوتية التي اوصلت صراخ آلامهم الى كل.. العالم!
قال المرشح الرئاسي «محسن رضائي» ان بعض الدوائر بلغت نسبة الاقتراع بها (%140)!! أي ان كل مائة ناخب ايراني ذهبوا للاقتراع، تواجد في الصندوق الذي القوا فيه بأوراقهم مائة وأربعون.. ورقة!! وهذه الديموقراطية تسمى بـ «ديموقراطية.. الآش»!!
تناهى إلى اسماعي، بان موظفا فلسطينيا يعمل لدى قسم المشتريات في الدائرة التجارية لاحدى الشركات الوطنية يتلاعب بمصالح الشركة و«تكييف» مشترياتها لتنفيع جهة معينة على حساب المال العام! وعلى الرغم من انزعاج زملائه بالعمل من تصرفاته التي تدل على «ذمة اوسع من باب السور» وكثرة الشكاوى عليه من الشركات الكويتية التي تتعامل مع هذه الشركة الا ان احدا من مسؤوليه لم يحرك ساكنا علما بان هناك العديد من الكفاءات الكويتية الموجودة في نفس القسم قادرة ومؤهلة ومدربة على تأدية ذات المهام اكثر بكثير من «بلاّع البيزة».. هذا الذي ربط نفسه بخيوطه العنكبوتية في كل اتجاه! ومنا الى مجلس الوزراء، مع خالص الشكر والتقدير!
.. لماذا هذا الغضب الكويتي على تقرير وزارة الخارجية الأمريكية واشجارنا في الشوارع تطرح جثثا مشنوقة قرر اصحابها - من ضحايا تجار الاقامات - ان يغادروا بلادنا ودنيانا بأسرع وسيلة ممكنة؟! هل جاء غضبنا لاننا نريد تجريم البريء وتبرئة.. القاتل؟! كبروا دماغاتكم.. «شوية»!!