واصلت أنفلونزا الخنازير انتشارها السبت 9-10-2009، وعلى الأخص في الولايات المتحدة التي باتت تتخطى المكسيك من حيث عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس، وفي كندا حيث سجلت أول وفاة بينما أدرجت أربع دول جديدة على خارطة انتشار المرض، بينما شهد البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي حرصا شديدا على تزويد أروقة المبني بالمواد المعقمة خوفا انتقال الفيروس.
وحذرت السلطات الصحية من أنه لم يتم القضاء على الفيروس (إيه إتش1 إن1) الحديث الظهور، والذي يدمج سلالات فيروسية من أنفلونزا الخنازير والطيور والبشر، وقد يسجل طفرة مع اقتراب الشتاء في جنوب الكرة الأرضية.
وقال المسؤول الثاني في منظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا الخميس: "بحسب تقديرات منطقية، سوف يصاب ثلث سكان العالم بالفيروس" في حال انتشار الوباء.
دول جديدة
وأعلنت السلطات الصحية الكندية عن أول وفاة "مرتبطة" بأنفلونزا الخنازير، موضحة أن دور الفيروس في هذه الوفاة "غير واضح" وما زال موضع تحقيق.
وأعلنت البرازيل الجمعة أول عدوى بالفيروس داخل البلد، في حين أن الإصابات الخمس التي أحصيت حتى الآن كانت نتيجة عدوى في الخارج.
وأفادت اليابان الجمعة عن أول ثلاث إصابات لدى مسافرين وصلوا في اليوم نفسه من الولايات المتحدة، وأظهرت الفحوصات إصابتهم بالفيروس. وبعد ذلك أعلنت أستراليا أن امرأة أصيبت بالفيروس في الخارج، لكنها شفيت منه قبل عودتها الجمعة إلى البلاد.
وأضيفت الخميس ثلاث دول جديدة، هي البرازيل والأرجنتين (إصابة واحدة) وبنما (إصابتان) إلى قائمة البلدان التي طالها المرض، ليصل عددها إلى 29.
أمريكا تتخطى المكسيك
وبعدما كانت المكسيك الأكثر إصابة بالمرض، تخطتها الولايات المتحدة من حيث عدد الإصابات المؤكدة، إذ أحصت السلطات الأمريكية الجمعة 1639 إصابة، مؤكدة بزيادة 743 عن الخميس، في حين أعلنت المكسيك عن 1319 إصابة مؤكدة. غير أن حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة لم تتخط حالتين مقابل 45 وفاة في المكسيك.
ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة إلى الاستمرار في الحذر واليقظة، وقال: "يتبين لنا أن الفيروس قد لا يكون فتاكا بالقدر الذي كنا نخشاه.. لكننا لم نتخط الأزمة بعد وعلينا الاستمرار في اتخاذ تدابير الحيطة".
وأحصت منظمة الصحة العالمية الجمعة 2500 إصابة مؤكدة بالأنفلونزا (إيه إتش1 إن1) في العالم و46 حالة وفاة.
مخاوف في البيت الأبيض
منى الشقاقي تشير إلى الجهاز المعقم
واستمرت المخاوف من انتقال أنفلونزا الخنازير إلى البيت الأبيض، فقد تفاجأ الصحافيون الذين اجتمعوا لحضور مؤتمر صحافي للمتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز، بانتشار المواد المعقمة ومنظفات اليد في أرجاء قاعة المؤتمر.
ولجأ القائمون على البيت الأبيض إلى جهاز إلكتروني يضخ رغوة معقمة أتوماتيكيا عند وضع اليدين أسفلها، ولا يتطلب استخدامها الماء، وهي تقوم بتطهير اليدين من الجراثيم. ووضع هذا الجهاز حول البيت الأبيض، وفي أروقة الكونغرس.
وتشير الأرقام أن المخاوف التي انتابت الأمريكيين من انتقال العدوى أدى إلى زيادة في مبيعات المنظفات، كذلك هناك ارتفاع في مبيعات الأقنعة الواقية، رغم أنه لا يعتقد أن عدوى أنفلونزا الخنازير تنتشر بنسبة أعلى من الأنفلونزا العادية.
مكسيكو
وفي مكسيكو؛ حيث تعود آخر وفاة نتيجة المرض إلى الرابع من مايو/أيار، أعيد فتح جميع الأماكن العامة تقريبا، بعد شلل استمر أكثر من أسبوع، باستثناء المدارس الابتدائية التي ستفتح مجددا الإثنين. غير أن السياح ظلوا غائبين عن المواقع التاريخية والتراثية.
ومع عودة الحياة إلى طبيعتها، بقيت ولاية جاليسكو غرب البلاد استثناء بارزا، إذ أعلنت الإغلاق العام لجميع مواقع الترفيه والتجمع من مقاه ومطاعم وملاعب رياضية وغيرها، فضلا عن المؤسسات التربوية من دور الحضانة إلى الجامعات، بعد الاشتباه بثلاث إصابات بأنفلونزا الخنازير.
وإلى الوفيات الـ45 المنسوبة رسميا إلى الفيروس، قال وزير الصحة المكسيكي جوزيه آنخيل كوردوفا الجمعة أنه ما زال يتعين إجراء تحاليل لعشر وفيات مشبوهة.
ولم يكن عند إدلائه بتصريحاته على علم سوى بإصابتين جديدتين في ولاية جاليسكو.
استنفار دولي
وبدأ الاستنفار الدولي لإنتاج لقاح يؤتي ثماره، مع وضع خريطة لتسلسل الفيروس الجيني في كندا، ثالث بلد من حيث عدد الإصابات، إذ سجلت فيه 214 إصابة.
وفي بريطانيا أعلن باحثون عن وضع التسلسل الجيني لسلالة الفيروس الأوروبية.
كما طور البروفسور الأمريكي سوريش ميتال الأستاذ في جامعة بوردو (إنديانا) لقاحا قد يتم تصنيعه في غضون أشهر.
وفي حال أعلنت منظمة الصحة العالمية عن انتشار الوباء بشكل واسع، فقد أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بتمديد فترة صلاحية دواء تاميفلو المستخدم لمعالجة المصابين بالفيروس الحالي من خمس سنوات إلى سبع سنوات واعتماده لمعالجة الأطفال والحوامل.
وقررت 13 دولة أسيوية هي بلدان رابطة دول جنوب شرق أسيا (أسيان) والصين واليابان وكوريا الجنوبية، "زيادة" مخزونها من الأدوية المضادة للفيروسات، تحسبا لانتشار وباء أنفلونزا الخنازير بشكل واسع.
وانتقدت الأمم المتحدة الجمعة فرض الحجر الصحي في بعض البلدان، بناء على جنسية الأشخاص، معتبرة أن هذه المعايير "تمييزية بشكل واضح"، ونددت بقيام بعض الدول بعزل مكسيكيين لا يعانون من أية أعراض أو كانوا خارج بلادهم خلال الأسابيع الماضية.
وإزاء انتقادات المكسيك بهذا الصدد، بررت الصين إجراءاتها هذه بالسعي لتجنب "عواقب كارثية" ومنع انتشار الفيروس في أسيا التي تعتبر المنطقة الأقل إصابة بأنفلونزا الخنازير.
وأعلنت روسيا تخفيف الحظر المفروض على منتجات الخنزير بالنسبة لعدد من الولايات الأمركية وأفادت أنها تدرس إمكانية تطبيق قرار مماثل حيال مناطق إسبانية لم يطلها الفيروس، لكنها أبقت على حظر الاستيراد من المكسيك.
السبت مايو 09, 2009 4:44 pm