يجري الباحثون الإيطاليون، في مستشفى "لي سكوتي" (Le Scotte) بمدينة سيينا
تجارباً حول جسم مضاد واعد لمكافحة الأسبستوس التي يتم توظيفها في صناعة هياكل
الأبنية وقنوات صرف المياه لكنها تعتبر خطرة صحياً عندما تدخل جسم الإنسان عن طريق
استنشاق جزئياتها.
ويشرف على التجارب الباحثون في قسم مكافحة السرطان عن طريق تقوية الدفاعات
الطبيعية للجسم.
ثمة العديد من المصانع، حول العالم، تواصل إنتاج الأميانت
أوالأسبستوس "Asbestos"، وهي مادة سامة يتم توظيفها في صناعة هياكل الأبنية وقنوات
صرف المياه لكنها تعتبر خطرة صحياً عندما تدخل جسم الإنسان عن طريق استنشاق
جزئياتها.
للأسف، فان الحاجة للعمل في هذه المصانع، من أجل تأمين لقمة الحياة، تجلب معها
مأساة داء الأميانت الذي يعاني منه آلاف العمال، الإيطاليين وغير، الذين توفي قسم
منهم من جراء تداعيات هذا المرض الفتاكة.
في هذا الصدد، يجري الباحثون الإيطاليون، في مستشفى "لي سكوتي" (Le Scotte)
بمدينة "سيينا" تجارب حول جسم مضاد واعد لمكافحة هذا المرض.
ويشرف على التجارب الباحثون في قسم مكافحة السرطان عن طريق تقوية الدفاعات
الطبيعية للجسم.
وتعتبر هذه التجارب الأولى في العالم من حيث الطريقة العلاجية التي تتبعها والتي
تعتمد على تعزيز قدرات نظام المناعة المكتسبة بالجسم.
يذكر أن السرطان المرتبط باستنشاق الأسبستوس يدعى ورم الظهارة المتوسطة.
وتبدأ معظم حالات الإصابة به في الصدر الجدار، أي الغشاء المحيط بالرئة.
كما أن عدد قليل منها يبدأ في البطن ونادرة جداً هي الحالات التي تبدأ في
البطانة المحيطة القلب! وقد يستغرق الأمر قرابة ستين عاماً، من وقت التعرض
للأميانت، لظهور هذا النوع من الورم الذي يتم تشخيصه في مرحلة متقدمة لا تترك بصيص
أمل للمصاب به. من جانبهم، يحاول الباحثون الإيطاليون استبدال ترسانة الأسلحة العلاجية
التقليدية، كما الجراحة والعلاج الكيماوي والعلاج بالأشعة، بأخرى غير تقليدية.
لذلك، قرروا مباشرة تجاربهم على عدد محدود من المرضى(30) التي تشمل حقنهم بجسم
مضاد، أحادي النواة، مستعمل في معالجة أنواع أخرى من السرطانات.
ويتمتع هذا الجسم المضاد بميزتين رئيسيتين
هما:
الأولى تحول دون الحد من وظائف نظام المناعة المكتسبة
بالجسم أي أن الأخير يتم تحفيزه ليصبح أكثر نشاطاً بواسطة حقنة الجسم الضاد.
أما الميزة الثانية فهي تقوم بشل فئة معينة من الليمفوسيت، أي الخلايا
الليمفاوية، تلعب دوراً سلبياً في مواجهة السرطان.
في أي حال، فان هذه الخلايا تنتج عموماً أجسام مضادة تقوم، في الحالات غير
الشاذة، بمواجهة أي فيروس يدخل الجسم كي تقضي عليه.
تحذيرات دوليةأثبتت
العديد من البحوث العلمية محليا ودوليا أن مادة الاسبستوس شديدة الخطورة وتسبب
الأمراض السرطانية في كل أجزاء الجسم وبخاصة الجهاز التنفسي وهذا ما أكدته الوكالة
الدولية لبحوث السرطان بعد إجراء العديد من الأبحاث والدراسات.
العلمية والتي أكدت علي خطورة هذه المادة ليس فقط علي العمال في مجال صناعتها
وإنما أيضا علي كل من يتداولها وكذلك علي البيئة والسكان المحيطين بأماكن تصنيعها
(بعض البيوت الجاهزه تستخدم نفس المادة لصناعة الأسقف ).
وقد شددت الوكالة الدولية لبحوث السرطان علي ضرورة حظر استخدامها والتعامل
بحذر عند إزالتها أو التخلص منها حيث يتطاير من هذه المادة ألياف صغيره جدا "ألياف
الاسبستوس" عند استنشاقها تسبب مرض التحجر الرئوي وهو ما يعرف بمرض
الاسبستوس.خصوصاً أن بعض الفنيين لا يستخدموا الكمام (mask) لتقليل الكمية المستنشقه،
ويوجد نوع كذلك من mask به فلاتر أنصح به شخصياً لأنه يقلل نسبة كبيره من المواد
المستنشقه.
ولاننسى أضرارها كذلك على العيون و الجيوب الانفيه والحلق .
وقد أصدرت منظمة العمل الدولية الاتفاقية رقم 162 لسنة 1986 في دورتها رقم 92
التي تعرف باسم"الحرير الصخري " وتضمنت حظر استخدام هذه المادة بجميع أشكالها
والاستعاضة عنها بمواد أخري ومنتجات أخري عديمة الضرر أو أقل ضررا كما و ضعت هذه
الاتفاقية استثناءات من الحظر في حالات معينة حددتها بشروط اتخاذ إجراءات وتدابير
صارمة تضمن عدم تعرض العمال للخطر.
وقد أثبتت العديد من تقارير لجان السلامة و الصحة المهنية وكذلك الدراسات
والأبحاث التي قام بها أساتذة طب الصناعات علي بيئة المصانع التي تتعامل مع هذه
المادة عن غياب هذه التدابير مما يعني تعرض العمال والسكان المحيطين والمتعاملين مع
هذه المادة بالأمراض السرطانية.
وإذا كانت معظم دول العالم قد اتجهت إلي الاستعاضة عن مادة الاسبستوس بمواد
أخري مثل (الصوف الزجاجي) كما نصت في قوانينها على منع استخدام هذه المادة.ولا ننسى أنه في يونيو الماضي عندما كشفت شركة كوبوتا (شركة تصنع بيوت جاهزه )
عن أن 75 من موظفيها توفوا نتيجة امراض سببها تلك المادة بينما لا يزال 18 اخرون
يتلقون العلاج من امراض مماثلة.
الأسأله التي أبحث عن إجابه لها .. هل شركاتنا الكبيره قبل الصغيره تعلم ضرر هذي
الماده و مدى الخطوره الواقعه على الفنيين و العاملين بهذا المجال؟ .. وهل وفرت لهم
أبسط وسائل السلامه ؟!